قضية اسمها اليمن

اليمنيون تهجرهم فرحة استقبال الشهر الفضيل بسبب غياب الخدمات وتدهور الأمن

يمنات – وكالة خبر

توارت فرحة اليمنيين بقدوم رمضان المبارك هذا العام خلف الشكوى من غياب الخدمات الأساسية خاصة الأمن والارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية، وعدم وجود الرقابة على الجيد منها حيث تمتلئ الأسواق بالسلع الغير معروف منشأها، وتتزايد معاناتهم من تكرار انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم أزمة البنزين والسولار وتأثيرها على حركة نقل السلع بين المحافظات ومدى توافرها في الأسواق، ناهيك عن رصدهم بعين الحذر للوضع المتوتر بين القوى السياسية خشية الدفع بالبلاد لدائرة العنف والفوضى.

حالة التوتر الشعبي تلك أسهمت وللمرة الأولى منذ سنوات كثيرة في تواري مظاهر الفرحة والابتهاج وحركة الاستعدادات التي كانت تقوم بها الأسر اليمنية خلال الايام التي تسبق الشهر الكريم، فهذا الشهر يحل على اليمنيين وسط معاناتهم المتفاقمة الناتجة عن أزمة 2011 التي افتعلتها قوى التطرف والإرهاب .

وكالة "خبر" للأنباء حاولت من خلال هذا الاستطلاع معرفة كيف يستقبل اليمنيون رمضان هذا العام وخرجنا بهذه المحصلة..

"رمضان بأية حال عدت يا رمضان"، بهذه الكلمات اختصر راغد المحمدي (20 عاما) طالب في الثانوية العامة، حال المواطنين قبل يوم من حلول ضيف كل عام شهر رمضان الفضيل.

ويحل شهر رمضان هذا العام في ظل أوضاع صعبة يعيشها اليمنيون بسبب تردي الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصحة والتعليم، فضلاً عن الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلدان شرق أوسطية أخرى كمصر وسورية وليبيا وتنعكس بدورها على المواطنين في اليمن.

يقول المحمدي "كنا ننتظر رمضان بفارغ الصبر ونهيئ أجواء استقباله من منتصف شعبان، أما اليوم فحال العرب والمسلمين يصعب على العدو والصديق".

من جانبه قال أحمد القمادي، (32 عاما) موظف في إحدى المؤسسات الإعلامية : "العرب كلهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، وما يعيشه المواطنون في أرض الكنانة يبعث على الأسى، لكن نأمل أن يخرجوا من الوضع الذي هم فيه".

وأضاف: "لن ننساهم من الدعاء في هذا الشهر الفضيل فهم إخواننا وما يصيبهم يصيبنا، ولا ننسى تضحياتهم من أجلنا بالعديد من الشهداء، فمقابرهم ما تزال شاهدة على تضحيتهم في سبيل ثورة سبتمبر المجيدة".

صالح الصوري، (40 عاما)، صاحب احد محلات بيع الحلويات، أكد أن شهر رمضان يعتبر فرصة للتسامح والتقاء الجميع لصون الدماء وتجنب الفتن التي تداهم الأمة".

وأضاف: "يجب التصدي لكل محاولات تفتيت الأمة، وأدعو من يتسنمون مواقع سياسية أو دينية تحمل المسؤولية ووقف التحريض الذي ساهم في إذكاء الفتن وإثارة المشكلات، فنحن بحاجة إلى خطاب موضوعي وحصيف".

وتابع الصوري، قائلا: "عندما نرى ما يحدث في مصر ومحاولات اسقاط توازنها وتحطيم عمق أمتنا العربية والإسلامية، نلاحظ بأن المخاطر التي تستهدفنا كعرب ومسلمين كثيرة، لهذا يجب أن يتحمل الكل مسؤوليته والعمل على الاجتماع حول طاولة واحدة لأن ما يمس مصر سينعكس بالتأكيد على الساحة العربية والإسلامية كلها".

من جانبه دعا محمد الشطبي، (37 عاما) الذي يعمل جندياً، الجميع إلى استغلال شهر رمضان و"أن نتقي الله في كل شيء، ولنحرص على أن يكون رمضان فرصة لوقف كل نزيف الدماء في كل الأقطار العربية والإسلامية، والابتعاد عن الحقد والبغضاء ومؤاذاة الناس".

وختم حديثه بالقول: "نحن بحاجة إلى التراحم فيما بيننا ولم شعث الأمة، بعد أن حاصرتنا المشاكل والأزمات بمختلف أشكالها".

وأعلنت اليمن ودول الإمارات العربية المتحدة ، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، والوقف السني في العراق، ومصر ، والأردن ، ولبنان ، وليبيا ، وتونس ، والسودان ، والجزائر ، وفلسطين ، وإندونيسيا، غداً الأربعاء هو أول أيام رمضان، ما يشكل اتفاقاً نادراً بين الدول العربية والإسلامية على تحديد غرة الشهر الفضيل.

زر الذهاب إلى الأعلى